احصائيات

عدد إدراجاتك: 9

عدد المشاهدات: 1,622

عدد التعليقات المنشورة: 0

عدد التعليقات غير المنشورة: 0

دفتري.كوم
تصفح صور دفتري تصفح اقتباسات دفتري تسجيل / دخول






Articles

الصبر ...وجزاء الصابرين

تمر بالإنسان في حياته مصائب وابتلاءات فتارة يفقد من أعز الناس لديه وتارة يُبتلى بالمرض في جسده  أو أهله وأخرى تغلق الجامعات والوظائف والفرص أبوابها في وجهه فمن يواجهها بالصبر ظفر وربح ومن واجهها بالتسخط خاب وخسر ...وقد ابتُلي خير البشر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بمصائب عديدة في حياته فواجهها بالصبر كماعلمه ربه جل في علاه ..ففي عام الحزن توفيت زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبو طالب أعز الناس إليه ...وبعدها ومع بعتثه صلى الله عليه وسلم ذهب إلى الطائف ليدعوهم إلى الإسلام فأخرجوا له سفائهم ورموه بالحجارة حتى أدموا قدمه الشريفة بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم ...وكم أذوه المشركين في مكة فكان يضعون الجزور على ظهر عندما يصلي عند الكعبة وحاصروه في شعب بني هاشم قرابة ثلاث سنوات و أرادوا أن يمنعوه من الهجرة إلى المدينة فجعلوا له من كل قبيلة رجل ليقلتوه فلا يقدر بنو هاشم للأخذ بثاره ..و في غزوة أحد شجَّ المشركين رأسه وكسرت رباعيته ...وكم المن المصائب مرت عليه فواجهها بالصبر صلى الله عليه وسلم .
وأذا أتينا إلى صحابته صلى الله عليه وسلم وجدناهم قد ابتلوا بابتلاءات عظيمة فواجهوها بالصبر لأن الله وعد الصابرين بالخير العظيم فقال تعالى في كتابه الكريم ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ{155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ{156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ{157} )) فقال الله في الآيه مخاطباً عباده لنختبرنكم بشيء يسير من الخوف، ومن الجوع, وبنقص من الأموال بتعسر الحصول عليها, أو ذهابها, ومن الأنفس: بالموت أو الشهادة في سبيل الله, وبنقص من ثمرات النخيل والأعناب والحبوب, بقلَّة ناتجها أو فسادها. وبشِّر -أيها النبي- الصابرين على هذا وأمثاله بما يفرحهم ويَسُرُّهم من حسن العاقبة في الدنيا والآخرة ..ومن صفة هؤلاء الصابرين أنهم إذا أصابهم شيء يكرهونه قالوا: إنَّا عبيد مملوكون لله, مدبَّرون بأمره وتصريفه, يفعل بنا ما يشاء, وإنا إليه راجعون بالموت, ثم بالبعث للحساب والجزاء وأولئك الصابرون لهم ثناء من ربهم ورحمة عظيمة منه سبحانه, وأولئك هم المهتدون إلى الرشاد.

وقصة أم سلمى في الصبر خير دليل على أن الله يبدل الصابرين خيراً عن مصابهم ولو كان المصاب جلل تزوجت أم سلمى ( هند بنت أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ) من ابن عمها أبو سلمى (عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن مخزوم القرشي) وكان من أوائل الصحابة الذين هاجروا إلى المدينة من بني مخزوم وممن أبلو في الإسلام بلاءً حسناً فما وقعت غزوة أُحُد حضرها أبو سلمى رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فجُرح بأُحُد جرحًا اندمل ثم انتُقِضَ، فمات منه في جُمَادى الآخرة سنة ثلاث من الهجرة ..وكان أبو سلمى قد قال لها يوماً بعدما أتى من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سمعتُ من رسول الله قولاً سُرِرْتُ به. قال: "لا يُصِيبُ أَحَدًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا. إِلاَّ فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ".

قالت أمُّ سلمة: فحفظت ذلك منه.

فلمَّا تُوُفِّي أبو سلمة استرجعتُ، وقلتُ: اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيرًا منها. ثم رجعتُ إلى نفسي فقلتُ: مِن أين لي خيرٌ من أبي سلمة؟ فلمَّا انقضَتْ عدَّتي استأذن عليَّ رسول الله وأنا أدبغ إهابًا لي، فغسلتُ يدي من القرظ وأذنتُ له، فوضعت له وسادة أدم حشوها ليف، فقعد عليها، فخطبني إلى نفسي، فلمَّا فرغ من مقالته قلتُ: يا رسول الله، ما بي أن لا تكون بك الرغبة فيَّ، ولكني امرأة بي غَيرة شديدة، فأخاف أن ترى منِّي شيئًا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلتُ في السن وأنا ذات عيال.

فقال: "أَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْغَيْرَةِ فَسَوْفَ يُذْهِبُهَا اللَّهُ عز وجل مِنْكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ السِّنِّ فَقَدْ أَصَابَنِي مِثْلُ الَّذِي أَصَابَكِ، وَأَمَّا مَا ذَكَرْتِ مِنَ الْعِيَالِ فَإِنَّمَا عِيَالُكِ عِيَالِي".

فقالت: فقد سَلَّمْتُ لرسول الله .

فقالت أمُّ سلمة: فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيرًا منه رسولَ الله .

فانظر كيف يجزي الله الصابرين في الدنيا ...فما بالك بالأخرة ...أذن أيها القارئ اصبر واحتسب عند المصائب والبلايا ...فقد يعوضك الله خيراً مما  أخذ منك ...((...وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ)) .

اضافة تعليق


مسجل في دفتري
نص التعليق
زائر
نص التعليق